بعض معاني اسم الله ( الغفار )

• (الغفار) في اللغة من صيغ المبالغة، على وزن فعال، أي كثير
المغفرة، وصيغة المبالغة إن جاء بها اسم من أسماء الله الحسنى تعني شيئين،
تعني مبالغة كم، أو مبالغة نوع، أي أكبر ذنب يتصور على وجه الأرض، الله عز
وجل يغفره، ومليار ذنب من حيث الكم يغفره الله جل جلاله .

• كلمة
غفَر تعني غطََََى، ستَر، صانَ. فغفر الشيء تعني صانه عما يؤذيه ، الفعل
غفر، يغفر، غفراً، ومغفرةً، وأصل المغفرة التغطية والستر .

• ( غافر الذنب )ورد مرة واحدة قال تعالى Sad

غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوبِ شَدِيدِ العِقَابِ ..) غافر:3
ثم (غفار) ورد خمس مرات
ثم ( غفور ) ورد إحدى وتسعين مرة .

•
الغفور والغفار للمبالغة ، والغفّار أبلغ "غافر" يغفر ذنباً واحداً،
"غفور" يغفر ذنوباً كثيرة ولو كانت آلاف الذنوب، وأما "غفّار" للذنوب شديدة
السوء والتي لا تُحتمل.

• (الغفار) سبحانه وتعالى هو الذي يستر
الذنوب بفضله، ويتجاوز عن عبده بعفوه، من كمال الله عز وجل لا يكفي أنه
يسامحك بهذا الذنب لكنه يستره عنك.

• مغفرة الله لا حدود لها: قيل أن الناس على ثلاثة أنواع في معاصيهم: ظالم، وظلوم، ومُسرف في الظلم.
(.. فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ..) فاطر : 32 ، فإن كنت ظالم فاعلم أنه غافر
( .. إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا ..) الأحزاب : 72 وإن كنت ظلوم فاعلم أنه غفور
( قُلْ يَا عِبَاديَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفٌسِهِم ..) الزمر : 53
وإن كنت مسرف في الظلم فاعلم أنه غفّار. ونعلم من هذا بأن مغفرة الله وستره لا حدود لهما.

• صحيح أنه سبحانه وتعالى يغفر لمن يشاء، لكنه لم يطلب منك أن تستغفر إلا ليغفر لك فأطمئن وواظب على الاستغفار واستشعر ذلك.

•
إن الله الغفور لا يستر الذنوب فقط في الدنيا ولكنه يستر أشياء كثيرة لأن
في سترها الخير. فقد ستر ليلة القدر ليعمل العباد ويجتهدوا في العبادة في
العشر الأواخر من رمضان. ستر ساعة الإجابة يوم الجمعة لتدعوه اليوم كله.
ستر أولياؤه الصالحين لتعظم حرمات كل المسلمين وتحترم كل المسلمين. ستر اسم
الله الأعظم لتدعوه بأسمائه الحسنى كلها. ستر الأفكار فلا أحد يعرف ما
يفكر فيه غيره. ستر أسماع الناس فجعلها محدودة. ستر الأعين لتكون رؤيتها
محدودة، فلا نرى الفيروسات والميكروبات. ستر ساعة الموت لتستعد لها طيلة
عمرك.

• قال النبي عليه الصلاة والسلام فيما يحكيه عن ربه أنه قال:
أذنب عبد فقال:أَذْنَبَ عبد ذنبا، فقال: اللهمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبي، فقال
تبارك وتعالى: أَذْنَبَ عَبدِي ذَنبا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ ربّا يَغْفِرُ
الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، ثم عاد فَأذْنَب، فقال: أيْ رَبِّ،
اغْفِرْ لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أَذْنَبَ ذَنبا، فَعَلِمَ أَنَّ
لَهُ ربّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، ثم عادَ فَأذْنَبَ،
فقال: [ أي ] ربِّ، اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أَذْنَبَ عَبدِي
ذَنبا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ ربّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ
بالذَّنْبِ، اعْمَلْ ما شئْتَ، فقد غفرتُ لك ) .أخرجه البخاري ومسلم عن أبي
هريرة

• يقول النبي صلى الله عليه وسلم (كل أمتي معافى - يغفر له
إن شاء الله - إلا المجاهرون، قالوا: كيف يا رسول الله؟ فقال: يبيت الرجل
فيعمل عملاً بالليل – معصية - فيصبح وقد سترهُ الله فيخبر الرجل يقول فعلت
كذا وكذا، يكشف ستر الله عليه.

• يقول النبي (صنفان من أمتي لا
يجدون رائحة الجنة - أي يتأخر دخولهم الجنة - وإن رائحة الجنة لتُشم من
مسيرة خمسمائة عام.. منهم نساء كاسيات عاريات). لأن الله غفّار و يحب
الستر، والكاسية العارية تكون بعيدة جداً عن اسم الله الغفّار.

•ستر
الناس. يقول النبي صلى الله عليه وسلم (من ستر مسلما في الدنيا ستره الله
في الدنيا والآخرة). ويقول صلى الله عليه وسلم (لا تؤذوا عباد الله ولا
تعيروهم ولا تطلبوا عوراتهم، فإنه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته
حتى يفضحه في بيته) رواه أحمد. ( جاء أحد الأشخاص للرسول صلى الله عليه
وسلم وقال له رأيت فلانا يزني، فقال له النبي هلا سترته ولو بثوبك؟

•
الستر مطلوب لكي لا تشيع الفاحشة في المجتمع فتسهل الرذيلة والمعصية بين
الناس، فمن إعمار الأرض الستر لتبقى الأرض نظيفة، فلذلك كان اسم الله
الغفور والغفّار.قال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ
الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا
وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) النساء :19

•
فمن يستر كل هذا في الدنيا يسترك أيضا يوم القيامة. هناك من الناس من يسقط
لحم وجوههم يوم القيامة خجلاً من قبائح فعلوها، فيقول الله تعالى للعبد
يوم القيامة (عبدي أتذكر ذنب كذا؟ سترتها عليك في الدنيا وها أنا أسترها لك
اليوم فاذهب وادخل الجنة) فإن الله سبحانه وتعالى يغفر لعباده مرة تلو
الأخرى ولا يفضحهم، فلنستغفره ونرجع إليه ليسترنا في الآخرة كما أنه يسترنا
في الدنيا.

• الحديث القدسي ( يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني
غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء
ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو لقيتني بقُراب الأرض خطايا ثم
لقيتني لا تشرك بي شيئا لقيتك بقُرابها مغفرة ).

• قال رسول الله (ص) ( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل همٍ فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب) سنن أبي داود

قال تعالى :
﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ الحجر : 49

قال تعالى :
﴿
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا
تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ الزمر : 53

• قال
تعالى : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُم إِنَّه كَانَ غَفَّارًا *
يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ
وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُم جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَكُمْ أَنْهَارًا * مَا
لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ) نوح : 10 - 13 .