للسياسة أحوال ومتغيرات ومن الحكمة أن نتعامل على ما جاء بالوثائق عن العالم العربى بحذر من القادم حتى وإن أصابنا الخجل مما جاء بالوثائق إلا أننا يجب أن نحترس من إستغلال الوثائق فى هدم العلاقات العربية العربية وإن كانت شكلية أصلا إلا أنه من المفيد التعامل مع تسريبات ويكليكس على أنها سياسات حكومات وليست شعوب.
التخوين سيكون هو الشكل القادم للدبلوماسية العربية العربية لأن سياسات الدول الإستعمارية واضحة دون خجل لكن إذا لم نحذر ونتجنب من أجل مصلحة الشعوب النفخ فى نيران قد نصدرها هنا أو هناك فلسوف تصبح الدول العربية جميعها تبحث عن سقطات بعضها البعض وسوف تتحول علاقات الشعوب إلى خطابات إستفزازية قائمة على الفضائح.
نحن فى حاجة للمعرفة ولكن لنحذر الإنحدار فى جعل الشعوب جزء من الشبهات التى لحقت بالأنظمة العربية وإننى على يقين من ذكاء الشعوب ويخطئ من يظن أن الشعوب لا تفهم حقيقة الموقف وبدورى أحذر الأجهزة الإعلامية من الإنسياق للإثارة فى عمليات النشر ودعوا الناس تقرأ وتتمهل فى رؤية المشهد المخجل للسياسة الدولية والعربية تحديداً.
لنعترف أن قناة الجزيرة أصبحت قناة تتمتع بقوة نفوذ إعلامى على المستوى الدولى وهذا يحسب للقائمين عليها ولن أشكك فى مصداقية القناة ولكن عليهم الحذر من الوقوع فى بث روح الفرقة من خلال عرض الوثائق بطريقة التشويه الإعلامى لدول معينة مما سيزيد من نسبة الفرقة وستصبح الفترة القادمة ردود طائشة وخناقات إعلامية تشوه بها كل دولة الأخرى للتبرير أنها على حق.
نفوذ دولة قطر أيضا يدعو للتأمل حيث دولة لم يبلغ تعدادها المليون نسمة وتتدخل لحل قضايا دولية ولها هذا النفوذ الإعلامى وهذا يسعدنى ولا يزعجنى كما أننى كما لو كنت قطريا وانا أنتظر نتيجة الدولة التى ستنظم كأس العالم لعام 2022 وأسعدنى جدا فوز قطر مع إننى صرت أكره كرة القدم لما سببته من مآسى بين الدول العربية وخروجها عن أخلاق اللعب النظيف ولكن فرحتى ستكون بحجم الإستثمارات التى ستدخل قطر والمنطقة العربية وثقتى الكبيرة فى قدرة قطر على التنظيم الجيد لهذا المونديال ولكن وجب أن أوجه نظر القراء على أن قوة نفوذ قطر الإعلامية يجب أن تسخرها لخدمة الأمة العربية وإلا سيكون هناك شيئا مخفيا سيظهر يوما ما على طريقة ويكليكس أو غيرها.
تسريب الوثائق سيجعل من فهم السياسة العالمية أمرا أسهل من ذى قبل وبلا شك من خلال رأيى سيؤثر على قوة القرارات السياسية خلال الفترة القادمة لأنها ستنبع من خوف من إرتكاب أخطاء جديدة وهذا سيدعو للتفاؤل حيث ستتبدل ثقافة الشعوب إلى التحليل والمقارنة وعدم الإنجراف وراء أى إعلام مرئى أو مسموع أو مقروء مما قد يعيد الثقة بين الشعوب بعضها البعض.
من المؤكد أن كل الدول بلا إستثناء مشاركة فى تسهيلات غزو العراق وحصار فلسطين ومحاولة تفتيت السودان وضياع الصومال وتشويه إيران ولو لم تطله العين الويكليكسية على الأقل الأن لكن الحقيقة أن المشهد يؤكد أن ليس هناك ملائكة ولا تنسوا أن ما نشر من وثائق كان على مستوى السفراء فقط وأه من السياسة وخباياها.
خالد ابراهيم محمد.....مدونة سور الأزبكية