قرأت لك .. عماد محمد سالم
فى زمن ضاعت فيه القراءة ..وتاهت بين جنبات المشاكل والعوز.. والوقت الذى يوشك أن ينتحر ويتبخر تأثيرا بنار الأحتياج.. لا يستطيع كثير منا أن يقرأ عظيم الكتب.. و جميل الروايات. وبارع القصص والأشعار ... ف...قررت أن أقرأ لك السكاكين (قصة قصيرة) للكاتب الكبير /محمود البدوى ويروى فيها الكاتب أنه ذات ليلة من ليالى الصيف.. التقى بشاب وهو يهبط من سلم عمارة كبيرة. تقع فى شارع جانبى بحى عبدالعزيز فهمى بمصر الجديدة.. وكان هذا الشاب يحمل على ظهره القفص المستعمل فى أستنان السكاكين.. ويتحرك فى الطرقة الداخلية بتؤدة وسكون..وكان بالعمارة عجوز تعيش وحدها فى نفس الدور الذى وجده فيه.. فأقترب منه وسأله الى أين يا أخ وفى هذه الساعة المتأخرة؟ فأجاب طالع لشقة الست قدرية ممثلة السينما ..ويدور الحوار تظهر معناة الرجل الذى يسن السكاكين وهو مطارد من البلدية.. مع أن المهنة نفسها قد أنقرضت.. فلم يجد حل لمشكلته الا بالهروب والشطح فى الخيال.. فأنه أتى الى الست قدرية الممثلة لكى تعطى له فرصة عمل فى السينما.. ومن يعلم ممكن أن يصبح نجما سينيمائيا ..ولكن الست قدريه ليست موجودة داخل الشقة.. وأمتد الحوار بينهما لا الست قدريه جاءت ولا أصبح الشاب ( الذى يحمل على ظهره القفص المستعمل فى أستنان السكاكين ) ممثلا ولا نجما سينمائيا.. ولا سلم من مطاردة البلدية –إن حرفتك مسلية ومعظم زبائنك من النساء فلماذا السينما ..كومبارس..بثلاثة جنيهات .. أو أربعة فى اليوم تشتغل فيها يوما وتتعطل عشرة _ كلامك صحيح ..ولكنى تعبت من الدوران..وأنا أتردد على هذا الحى منذ سنة.. وبعض الستات يقدمن لى المال شفقة بى ,دون عمل يذكر من جانبى ..وقلت لنفسى إن هذا أشبه بالتسول ولا أرضاه ..ولما قالت لى الست قدرية أنها ستجد لى عملا فى السينما .. سررت كثيرا, وسأعود لأسأل عنها غدا.
عماد محمد سالم